سمر إبراهيم (القاهرة)

ذكر خبراء سودانيون وأفارقة لـ«الاتحاد» أن زيارة الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي إلى السودان، أمس، تكرس لعهد جديد في العلاقة بين البلدين وأن نتائجها ستظهر في ملفات أمن البحر الأحمر وباب المندب وفتح الحدود والمعابر بين البلدين.
وقال صلاح خلي، الباحث السوداني بمركز الأهرام للدراسات التاريخية، إن من أهم الملفات التي تم تناولها خلال الزيارة فتح الحدود والمعابر بين البلدين على الحدود الشرقية بولاية كسلا تنشيطاً لحركة التبادل التجاري بينهما وإنعاش القرى المحيطة بالحدود مرة أخرى عقب 21 شهراً من غلق الحدود وتكبد التجار واقتصاد الدولتين خسائر فادحة جراء هذا الغلق، فضلاً عن بحث تفعيل مشروع سياسي مشترك بين دول الإقليم في منطقة القرن الأفريقي، ومحاولة استخدام إريتريا لعلاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة لرفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب.
وقال الدكتور باسم رزق عدلي، مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا، إن النظام الإريتري الرافض لمشروع «الإخوان» لم يكن على وفاق مع نظام عمر البشير وإن النظام الحالي بالسودان يتفق مع أيديولوجية الرئيس الإريتري، وزيارته إلى الخرطوم تعبر عن طبيعة الالتقاء الفكري بين النظامين، كما تُشير إلى طبيعة المرحلة المقبلة في العلاقات بين البلدين مستقبلاً.
وأضاف عدلي لـ«الاتحاد» أن أجندة مباحثات أفورقي تتضمن التنسيق بين البلدين في ملف مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود بينهما لمنع تدفق العناصر الإرهابية على حدودهما، وبحث التعاون الثنائي بشأن أمن البحر الأحمر وباب المندب، وبحث ملفات التعاون الاقتصادي والتجاري عبر الموانئ البحرية للبلدين أو عبر إعادة فتح المعابر المغلقة على الحدود الشرقية، وكيفية مساهمة إريتريا في إحلال السلام في السودان وضمان عدم حدوث انتكاسة سياسية خلال المرحلة الانتقالية.
وقال باطومي أيول، الباحث السوداني الجنوبي بمركز دايفيرسيتي للدراسات الاستراتيجية، إن زيارة أفورقي لها دلالات سياسية هامة على المستوى الإقليمي والمحلي أيضاً في الخرطوم. وأوضح أيول لـ«الاتحاد» أن الزيارة ستحقق مكاسب عديدة للنظام السوداني الحالي في جميع المجالات، وتعزز الدعم المقدم إليه إقليمياً ودولياً، لاسيما دعم حكومة حمدوك وتطوير العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأسمرة.